المبدأ الثالث: تكون البيانات الانتخابية مفتوحةً عندما تكون متوافرةً مجاناً على شبكة الإنترنت.

متوافرة مجاناً على شبكة الإنترنت

قد يبدو الأمر غايةً في الوضوح إلاّ أنه من الضروري أن تكون البيانات الانتخابية مجانيةً؛ بمعنى آخر، يجب أن تكون البيانات متوافرةً من دون أي قيود مالية. ويشار أحياناً إلى مبدأ "متوافرة مجاناً على شبكة الإنترنت" بشكلٍ مختصر فتعرف بالبيانات المتاحة أو الممكن الوصول إليها. وقد وثّقت دراسات عدة واقع أن الكثير من المواطنين يستخدمون الإنترنت من أجل البحث عن المعلومات حول الحكومة أو السياسة الحكومية.[1] وبالتالي، فإنّ نشر البيانات الانتخابية على شبكة الإنترنت وسيلة تجعل هذه البيانات مفتوحةً ومتاحةً. تعمل معظم هيئات إدارة الانتخابات على نحوٍ استباقي على نشر بعض أنواع البيانات على مواقعها الإلكترونية وتجعلها متوافرةً للمستخدم من دون أي كلفة. في المجالات التي تكون فيها إمكانيات الاتصال بالإنترنت ضعيفةً أو لا يمكن الاعتماد عليها، قد يطلب المواطنون الحصول على البيانات الانتخابية بوسائل غير متصلة بالإنترنت، مثلاً على قرصٍ مدمج أو على أداة ذاكرة فلاش. لا بد من أن تلجأ هيئات إدارة الانتخابات إلى آليات معقولة لتوفير البيانات في تلك الظروف.

ضمن فكرة البيانات "المتوافرة على شبكة الإنترنت،" تكمن ضرورة أن يكون من السهل تحديد مكان توافر هذه البيانات (أن يكون "من الممكن اكتشاف مكانها"). عندما تصنّف البيانات الانتخابية بشكلٍ واضح، وتدرج في خرائط المواقع الإلكترونية والأماكن المعروفة، يصبح من الأسهل إيجادها. من الممارسات السليمة أيضاً عدم تغيير الوصلات الإلكترونية إلى البيانات فإن بقيت على حالها، يتمكن الأشخاص من إيجادها ثانيةً وإحالة الآخرين إلى موقعها الصحيح. أما في حال تغيرت الوصلة الإلكترونية، فسيضطرّ المتصلون بالموقع الأصلي (أي من خلال عنوان الموقع أو أي وصلات أخرى) أن يبحثوا ثانيةً لإيجاد البيانات. في المبادئ التوجيهية حول سياسات البيانات المفتوحة التي أصدرتها، تقترح منظمة "صنلايت فاوندايشن" أن يعمل مقدّمو البيانات على إنشاء موقع مركزي مخصّص لنشر مجموعات البيانات والسياسات ذات الصلة. على سبيل المثال، تتوافر لدى حكومة الأرجنتين بوابة إلكترونية تحتوي على قائمة بالبيانات العامة تتضمن نتائج الانتخابات. فيكون بوسع المستخدم البحث في القائمة وفرز المعلومات بحسب الموضوع، أو المصدر، أو شكل الملف (سي أس في، تي إكس تي، بي دي أف) أو نوع الرخصة. أما بوابات البيانات أو المواقع الإلكترونية المشابهة فتقدم البيانات بحيث يكون من الممكن اكتشافها كونها توفر محوراً "يسهل الوصول إليه، ويمكن البحث فيه بين مجموعات بيانات متعدّدة."[2]


  1. يمثّل التقرير الصادر عن مركز بيو Pew لسنة 2010 بعنوان "الحكومة على شبكة الإنترنت" إحدى أولى الدراسات التي قامت بقياس كيفية استخدام المواطنين للإنترنت من أجل الحصول على المعلومات بشأن المؤسسات العامة. ↩︎

  2. المبدأ التوجيهي رقم 18 من المبادئ التوجيهية حول سياسات البيانات المفتوحة الصادرة عن منظمة "صن لايت فاوندايشن." ↩︎