المبدأ الأول: تكون البيانات الانتخابية مفتوحةً عندما تكون آنيةً.
يجب أن تتاح البيانات الانتخابية بأسرع وقتٍ ممكن بحسب ما تستدعيه ضرورة الاستفادة منها. فإنّ النشر الآني للبيانات الانتخابية أمر أساسي يمكن أن يفيد في العمليات التشاركية وعمليات صنع القرار، سيما وأنّ المواطنين بحاجة إلى معلوماتٍ بشأن كيفية التسجيل، وأسماء الأحزاب أو المرشحين المشاركين في الانتخابات، وأماكن التصويت حتى يتسنّى لهم المشاركة في العمليات واتخاذ القرارات عن وعي وإدراك. كذلك الأمر، يحتاج المرشحون المحتملون إلى المعلومات المتعلقة بمواصفات الاقتراع ليتمكنوا من خوض المنافسة في الانتخابات. أما المتنافسون فهم بحاجة إلى المعلومات المتعلقة بالوصول إلى الإعلام وتوزيع الحصص الإعلامية حتى يتمكنوا من نقل رسالتهم إلى الناخبين عبر وسائل الإعلام. ويعتبر نشر البيانات الانتخابية في أوانها عنصراً أساسياً من عناصر الشفافية، فالمنظمات المعنية بمراقبة الانتخابات، والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام بحاجة إلى البيانات الانتخابية من أجل تقييم شفافية عملية معينة وما إذا كانت دقيقةً ولم يشبها أي تزوير. وبما أنّ المراحل التي تتألّف منها الدورة الانتخابية كلّها متصلة إحداها بالأخرى ومستندة إحداها إلى الأخرى، فإنّ عملية نشر البيانات في أوانها تحتلّ أهمية كبرى في الانتخابات مقارنةً ببعض مجالات المواضيع الأخرى.
غالباً ما تعني عملية نشر البيانات في أوانها أنّه يجب تحديث البيانات بشكلٍ متكرّر، كما يحدث أثناء عملية تسجيل الناخبين، وعند نشر النتائج الأولية لمكاتب الاقتراع. إذ يجب أن يكون بوسع المستخدمين تحديد أنواع ومواقع التحديثات بسرعة. لو فرضنا مثلاً أنّ نتائج أحد مكاتب الاقتراع قد تغيرت وتمّ إصدار محضر نتائج جديد ومصّحح، فلا بد من أن تشير البيانات صراحةً إلى هذه التغييرات في النتائج، والسبب في حصولها، (مثلاً تصحيحاً لبعض الأخطاء الحسابية) كما يجب أن تذكر البيانات أيضاً الوقت الذي أجريت فيه هذه التغييرات (أي أن ترفق بختم زمني بالتاريخ النهائي للتعديل). فبنشر البيانات في أوانها تتمكن هيئة إدارة الانتخابات من التأكيد على أهلية العملية وقيمتها وجدارتها.
ما الغرض من نشر البيانات في أوانها خلال الدورة الانتخابية؟
في مرحلة التخطيط والتنفيذ، من المهم أن تعمد هيئة إدارة الانتخابات إلى نشر البيانات المتعلقة بالميزانية لكي تتمّ مراقبة تطبيقها بالشكل الملائم. كذلك، فإنّ البيانات حول من يدير الانتخابات وعلى أيّ مستوى أمر ضروري للعودة إلى المسؤولين وطرح الأسئلة عليهم وإخضاعهم للمساءلة حيال دورهم في العملية. ومن الضروري أيضاً أن تتوافر المعلومات في أوانها في ما يتعلق بالمشتريات لتقييم شروط العقد وما إذا كان المتعاقد يلبّي الشروط والمعايير المحدّدة للتتعاقد، خصوصاً في حال اللجوء إلى وسائل التكنولوجيا الإلكترونية. في أغلب الأحيان، يكون من الأجدى نشر البيانات المتعلقة بمرحلة معينة قبل انتهاء هذه المرحلة. يحتاج الناخبون إلى معلومات آنية بشأن حالة التسجيل ومكان التسجيل، حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات المناسبة على هذا الأساس قبل انقضاء المهلة المخصصة لتسجيل الناخبين. من جهتها، تحتاج الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المبنية على القضايا إلى المعلومات التي تصدر في أوانها خلال عملية تسجيل الناخبين من أجل قيادة حملات تسجيل الناخبين والتأكد من أنّ مناصريها قد سجّلوا أسماءهم وأصبح بإمكانهم التصويت في اليوم الانتخابي. هذا ويجب نشر البيانات المتعلقة بتمويل الحملة وتوزيع الحصص الإعلامية بسرعة للتأكد من أنّ مدّة الحملة كافية ومناسبة. كذلك، فإنّ إصدار البيانات في الوقت الفعلي للنتائج المؤقتة يساعد في ضمان شفافية عملية الاحتساب. كما يجب نشر البيانات المتعلقة بالشكاوى الانتخابية بسرعة ليتضح مدى تأثيرها على النتائج أو ما إذا كان بوسع الأحزاب تقديم طلبات الاستئناف فيها. وأخيراً، تساعد البيانات المتعلقة بمجريات عملية جدولة النتائج منظمات مراقبة الانتخابات ووسائل الإعلام من أجل تقييم شفافية العملية كما أنها تسهم في بناء الثقة لدى العامة.