حدود الدوائر الانتخابية
ما هي حدود الدوائر الانتخابية؟
ترسم حدود الدوائر الانتخابية انقساماتٍ جغرافية بهدف تمكين الشعب من انتخاب ممثّليه. وتتشكّل هذه الدوائر من مجموعات فرعية تضمّ كافة الناخبين المؤهلين في الدولة، محدّدةً الأشخاص الذين يستطيعون الإدلاء بأصواتهم لانتخاب من يمثّل منطقتهم الجغرافية ومصالحهم الاجتماعية والسياسية. وتكون الدوائر الانتخابية مستندةً عادةً إلى مبادئ التصويت المتساوي والنسبية، مما يعني أنّه في حال كانت دائرتان تنتخبان مقعداً واحداً لكلٍّ منهما في البرلمان، يجب أن تضمّ هاتان الدائرتان عدداً مماثلاً من الناخبين، كي يملك كافة الناخبين فرصةً متساوية في تحديد حكّامهم. في هذا الإطار، تعتبر البيانات السكّانية أساسية لترسيم حدود الدوائر الانتخابية. ويمكن أن تكون عبارة عن إحصاءات سكّانية مستندة إلى بيانات تسجيل الناخبين. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، يتمّ ترسيم حدود الدوائر المتعلقة بانتخابات الكونغرس استناداً إلى إحصاء لكامل السكّان. ومن العوامل الأخرى التي تؤثّر على ترسيم حدود الدوائر الانتخابية الالتزام بالحدود الطبيعية أو الإدارية المحلية، والاعتراف بالجماعات المحلية المعنيّة، كاحترام حقوق الأقليات الدينية أو الإثنية بانتخاب الممثّلين الذين سيلبّون مطالبهم. إلى جانب ذلك، يجب أن تخضع الدوائر المحلية لإعادة ترسيم حدود الدوائر بشكلٍ منتظم، بهدف الاستجابة للتغييرات السكّانية. ويشار إلى العملية التي يتمّ من خلالها تقسيم الدوائر الانتخابية، في أغلب الأحيان، باسم ترسيم حدود الدوائر الانتخابية. وينبغي أن تكون الهيئة المسؤولة عن ترسيم الحدود مستقلة ومحايدة.
ما أهمية ترسيم حدود الدوائر الانتخابية؟
يوجِد ترسيم حدود الدوائر الانتخابية رابطاً جغرافياً متيناً بين الناخبين وممثّليهم، مما يتيح لهؤلاء الناخبين محاسبة نوّابهم على أفعالهم. ويوفّر الوصول إلى البيانات المتعلقة بترسيم الدوائر الانتخابية فرصةً لتقييم "مدى المساواة في التصويت" من خلال مقارنة نسبة الناخبين على الممثّلين عبر مختلف الدوائر. فضلاً عن ذلك، يمكن للمجموعات أن تحدّد، بعد الاطلاع على بياناتٍ بشأن حدود الدوائر الانتخابية، أوجه التمييز عند ترسيم الحدود أو أدلةً على "تقسيم كيفي للدوائر."[1] وتعتبر البيانات السكّانية، مثل إحصاءات السكّان، أساسية لتحديد إن كان ترسيم الدوائر الانتخابية عادلاً. في هذا الإطار، يمكن للمجموعات المدنية والأحزاب السياسية والإعلام أن تورد معلومات بشأن بنية سلطة ترسيم الحدود ودورها القانوني لتحدّد مدى حياديتها واستقلاليتها.
مثال عن البيانات المتعلقة بحدود الدوائر الانتخابية
تشمل البيانات ذات الصلة بيانات اسمية ومكانية وسكّانية بشأن الدوائر الانتخابية بدءاً من مستوى الدوائر ووصولاً إلى المستوى الوطني. وتتضمّن هذه البيانات اسم كلّ دائرة، ونطاقها ووصفاً لها، فضلاً عن ملفّات جغرافية ومعلومات عن السكان بالنسبة لسائر الدوائر الانتخابية، بما في ذلك عدد الناخبين المسجّلين. كما ينبغي أن تتضمّن البيانات أيضاً معلومات عن كيفية "تداخل" الدوائر الانتخابية ضمن تقسيمات فرعية جغرافية مختلفة، والمنافسات ذات الصلة التي تحدث في كلّ دائرة. في جنوب أفريقيا، يعتبر مجلس ترسيم الحدود البلدية الهيئة المسؤولة عن ترسيم حدود الدوائر الانتخابية. وهو يقدّم، عبر موقعه الإلكتروني، معلومات عامة مفصّلة، مثل بيانات عن الحدود، واستمارات الطعن، وإجراءات عقد الاجتماعات العامة، ومعلومات عن المناقصات المتعلقة بالمشتريات. فضلاً عن ذلك، يجب أن يرفع المجلس تقريراً سنوياً بشأن نشاطاته إلى الهيئة التشريعية الوطنية والهيئات التشريعية على مستوى الولايات.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتمكّن العامة من الاطلاع على المعايير المعتمدة لترسيم الدوائر الانتخابية (في قانون الانتخابات مثلاً) فضلاً عن المعلومات المتعلقة بسلطة ترسيم الحدود. على سبيل المثال، تعمل الهيئات الفدرالية العشر لترسيم الدوائر الانتخابية في كندا بشكلٍ مستقل، من أجل اقتراح حدود جديدة، ورسم خرائط انتخابية جديدة، والتشاور مع المواطنين كلّ في مقاطعته الخاصة. فتنشر كلّ هيئة فدرالية على موقعها الإلكتروني لائحة بجلسات الاستماع العامة المقرّرة، فضلاً عن الحدود السابقة والمقترحة، مع نشر الخرائط ومعلومات الاتصال.
ضمن عملية تحديد الدوائر الانتخابية، يعتبر "التقسيم الكيفي للدوائر" ممارسةً ترسّخ مزايا سياسية لحزب معيّن أو مجموعة محدّدة من خلال التلاعب بكيفية ترسيم حدود الدوائر الانتخابية. ↩︎